السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ليلة فضلها عظيم، وخيرها عميم، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله، ولذلك يستحب للمسلم الحريص على طاعة الله أن يحييها إيماناً وطمعاً في أجرها العظيم، بالقيام والذكر، والقرآن والدعاء. ومن فعل ذلك غفر له كل ما مضى من ذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قام القدر إيماناً واحتساباً* غفر له ما تقدم من ذنبه". [متفق عليه]
ليلة
ويستحب فيها الدعاء والإكثار منه، وخاصة بما جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر* ماذا أقول؟، قال صلى الله عليه وسلم: "قولي: (اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني).
قم وافتح كتاب الله الآن وتأمل آيات الصيام في سورة البقرة ستجد غرابة لا يمكن وصفها وهو وجود آية متفردة دون غيرها بين آيات الصيام قد قطعت آيات الصيام ليصبح قبلها آيات عن الصيام وما بعدها آيات عن الصيام وما كان ذلك إلا لآية الدعاء التي قال فيها تعالى:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة: 186).
وعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
(الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ "قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ").
وقال صلى الله عليه وسلم:
"إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز
الناس من عجز عن الدعاء".